كتاب جديد يخترق المنطقة المحظورة في الفكر العربي والاسلامي ويضع القارئ أمام حقيقة لاتحتمل التأويل وتهديد علني وسلاح ترفعه الحكومات العربية وبالأخص المصرية في وجه من يحاول التفكير وإعمال العقل والمنطق بحجة المقدس والمحرم في أي موضوع له علاقة بدين من الأديان السماوية .في مقدمته للكتاب الذي يحمل عنوان (من جاهلية طه حسين الى اباحية نوال السعداوي ” دعاة على ابواب جهنم ” ) ويقع في 160 صفحة من القطع المتوسط , يؤكد الكاتب رضا شعبان أن الأديان في مصر منطقة حدودية محظور على الكتاب والمفكرين والأدباء والمؤرخين الإقتراب منها الا بحسابات وشروط وقواعد قاسية في التطبيق وتناولها بما يخالف ما هو ثابت في عقول وتصورات المواطن ينتقل بالمفكر أو الاديب في لحظات من خانة الإيمان الى خانة الكفر دون انتظار لتحقيقات النيابة وأحكام القضاء , بل ويتسابق الجميع في اطلاق اللعنات ورفع الأكف بالدعاء على من يدخل هذه المنطقة دون مراعاة شعوره والمكتسب والموروث في ذهنه عن الدين والأنبياء وعلاقة الخالق بالمخلوق , وهي محددات فرضت منذ البداية على كل من يفكر في الدخول لمنطقة الأديان أن يضع قيودا وشروطا مسبقة على نفسه قبل أن يتطرق لهذه المنطقة الملتهبة وهذه القيود مرتبطة بوضع سقف لحرية التناول يقف ارتفاعه عند حد الإلتزام بالسياق التاريخي وديناميكية المجتمع وبا هو ثابت بالقطع والدليل في الكتب السماوية , يضيف الكاتب أن هذه المحددات والقيود وضعها المصريون منذ بداية الحياة غلى أرض مصر وأصبحت مصدرا أساسيا في تشكيل الرأي العام المصري وحكمه على الأمور وهو ما لم يحدث بالصدفة بل وقفت وراءه أسباب ودوافع لعبت فيها أمراض النشأة دورا هاما إنطلاقا من أن النظام السياسي المصري غبر تاريخه الطويل لم يكن نظاما سلطويا مهيمنا على النشاط الحياتي في المجتمع فحسب , بل أيضا يحيا المواطن في ظله عاجزا مغلوبا على أمره مهموما بتأمين حاجياته الآنية فقط ويعيش على هامش الوجود لا في الصميم وتحتل روحه وفكره الأشياء والسلع والمقتنيات والإهتمامات السطحية , ويقيم علاقاته على أساس الإقتناص والذعر وقلق دائما وحذر باستمرار من احتمالات السقوط والفشل , وهي الحالة المعقدة التي تستثمرها السلطة في مصر دائما لملأ فراغ شرعيتها وذلك عن طريق اثارة مخاوف الجماهير من أي منافسين لها على السلطة واثارة ذعرهم باستمرار من أي تيار وفي ظل هذه البيئة المصرية المتدينة بطبعها تصور الحكومة هذا البديل على أنه قد يؤدي الي حكم شيوعي يسيطر عليه الملاحدة أو ديكتاتورية إسلامية متعصبة و دموية أو نظام ليبرالي ضعيف يؤدى الى حروب أهلية , ويتحقق للحكومة هذا الهدف من خلال احتكارها وسيطرتها على النظم الاعلامية , فالسياسيون في مصر يدركون جيدا الدور المؤثر الذي تلعبه وسائل الاعلام في بناء الرأى العام وإحداث التغيير الاجتماعي والثقافي وهو ما يجعل السياسي يولي الاعلامي اهتماما خاصا أكثر قليلا من اهتمامه برجال الأعمال فلدى السياسي عقيدة ثابتة بأن تغيير المجتمع يبدأ بالتغيير الثقافي والاعلامي وهو ما يفسر سبب توجه قادة الانقلاب العسكري أو الثورة في أي دولة الى مبنى الاذاعة والتليفزيون والمؤسسات الصحفية فور الإنقلاب ومن ثم فوسائل الاعلام بإمكانها أن تضفي على الشخصية أو الموضوع مكانة ومهابة وتأثير في مواجهة الآخرين , واستدل الكاتب على ذلك بمثال قريب الى ذهن المصريين وهو النموذج الساداتي الذى عندما أراد أن يؤسس شرعية جديدة لنفسه بدأ التغيير من جانب الاعلام قبل أن يبدأ من الجوانب الاقتصادية أو السياسية , وحين بدأ السادات في تنفيذ توصية ورقة أكتوبر 1974 واتجاهه ناحية الغرب وخروجه بمصر من المعسكر الشرقي بدأ أولا من خلال الاعلام من خلال عدة محاور نفذت بدقة تحت إشرافه هو شخصيا ! وهذا النموذج يراه الكاتب نموذجا كشف نوعية من الاعلاميين والصحفيين وظيفتها تبني موقف السلطة وتبريره وتأييده المطلق في كل مناسبة , والاقتراب من السلطة والقيام بحملات مسعورة ضد خصومها وإظهارهم بمظهر المهددين والخطرين على أمن البلاد والحاكم , ويقارن الكاتب بين علاقة السياسي بالاعلامي في مصر وعلاقة السياسي بالمواطن الذي ينظر اليه فى المنظومة الاعلامية نظرة هامشية تتعامل معه على أنه استهلاكي فقط وليس مشاركا بل وتجتهد الوسيلة الاعلامية التي تخدم على أهداف السلطة دائما في إفراغ الوظيفة الاعلامية من محتواها كعملية أجتماعية تعتمد على المشاركة الفعالة من خلال التبادل المتوازن للمعلومات والتجارب والخبرات الانسانية , ويقتصر الدور الاعلامي على الطابع الاقناعي والدعائي فقط وفي المقابل يقف الجمهور أعزل في مواجهة هذه السطوة التي لا تعترف أصلا بحقه في التعبير أو المشاركة وتعبر عن ثقافة الطبقة الحاكمة فقط بشكل أو بآخر لا ثقافة المجتمع كله وكان الناتج الطبيعي لكل ذلك هو صياغة مواطن مسطح ومغيب ومشوه ومن هنا يضع السياسي يده على الوسائل لتشكيل وجه الحياة والتأثير في ظروفها وصياغة الرأي العام وفق رغباته و أهمية الرأي العام تنطلق من ركيزة أساسية هي حمايته للمثل العليا والمبادئ الاخلاقية التي يرتضيها المجتمع والتي تقوم على أربعة عناصر أساسية هي القوة والعادات والتقاليد والعقل وهي التي تجعله موجها في ضوء هذه المكونات لتيار اللوم والتحقير أو التكريم والتشريف حينما يكون المسلك متفقا أو غير متفق مع المثل العليا والضمير الأخلاقي للجماعة , ويأتي الدين كأهم مكون للضمير والوجدان المصري الذي عرف الاديان منذ عبادة الشمس وحتى التوحيد كمحرك رئيسي وأساسي للرأي العام و سلطة المجتمع التي تحد من خروج أي فرد على مجموعة القيم والمبادئ والمثل العليا التي ارتبطت منذ القدم بالقيم الدينية التي ترى أن الفضيلة لا تتكون فجأة وانما تأتي على مراحل من التوجيه وتهذيب النفس البشرية وحثها على الخير والكمال , وهنا مربط الفرس حيث أن المصريين متدينين بطبعهم وازدياد هذه الحالة مع الفتح الاسلامي حرصت الحكومات والحكام على عدم المساس بالدين الذي يمثل العصب في الرأي العام المصري فالمواطن يتنازل عن حقوق كثيرة له ويقبل ظلم الحكام ولكنه يثور عند المساس بدينه ومنذ الفتح الاسلامي وحتى الآن شكلت القيم الاخلاقية والمثل العليا على أساس ديني بحت وبالتالي عندما يخترق كاتب أو أديب أو مؤرخ هذه المحددات السابقة ويتجاوز بعضا من الثوابت التي وضعها المصريون أو أزاح رداء القداسة عن بعض الرموز فتحت عليه كل مخازن الزخيرة الحية واستدعى الاحتياطي والمخزون الاستراتيجي وبعض المفكرين الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء دفعوا حياتهم نتيجة ذلك والبعض الآخر فرضت عليه الاقامة الجبرية والبعض تم تكفيره والبعض تم تهجيره ,وساق الكاتب عدد من النماذج التي قوبلت بحملات ضارية ابتدأها الكاتب بالدكتور طه حسين وكتابه (الشعر الجاهلي ) ومثوله أمام النيابة العامة في 30 مايو 1926 بتهمة تكذيب القرآن والطعن على نسب الرسول (ص) , كما عرض الكاتب الدعوى التي حركها أحد المحامين ضد الدكتورة نوال السعداوي في 18 أبريل 2001 الذي طالب فيها من المحكمة تفريقها عن زوجها لخروجها عن ملة الاسلام لانكارها معلوما من الدين بالضرورة عبر عدة كتابات وأحاديث صحفية , وايضا ساق الكاتب ما حدث مع المدون عبد الكريم عامر الذي يقضي عقوبة السجن أربع سنوات بدأت من 1فبراير 2007 بتهمة ازدراء الاديان وإهانه رئيس الجمهورية في ربط تام بين الرئيس والدين !! وأيضا الدكتور سيد القمني الذي وضع على قوائم الاغتيالات بسبب آرائه حول مشايخ الازهر الذين وصفهم بأنهم يضعون الازهر في مقام أعلى هيئة رقابية ليس على الفكر والادب والرأي فقط بل وعلى العقيدة التي يحتكرها الازهر ورجاله , كما اورد الكاتب كتابا لخليل عبد الكريم تمت مصادرته لتعرضه لجوانب من صراع الرسول (ص ) مع العقائد والافكار السابقة على الدعوة الاسلامية ومحاولاته قطع العلاقة بين أصحابه وبين ما كانوا يؤمنون به قبل الاسلام . كما عرض الكاتب فصلا من الكتاب الممنوع ( مزاج التماسيح ) للكاتب رؤوف مسعد وايضا بعض مقالات الدكتور فرج فودة الذي دفع حياته لدخوله المناطق الملغومة كما أورد الكاتب رضا شعبان في كتابه فصلا من كتاب ( الاسلام في الاسر ) للراحل الصادق النيهوم والذي رأى أن الاسلام برئ من تلك الخلافة التي يتعارضها المسلمون وبرئ مما هيأوا حولها من رغبة ورهبة وأن الخلافة ليست في شيئ من الخطط الدينية وايضا كتاب ( براءة ابليس ) للدكتور صادق جلال العظم واختتم الكاتب رضا شعبان كتابه ( دعاة على ابواب جهنم ) بمقالات بين السياسة والدين للأب متى المسكين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدر حديثا كتاب للكاتب الصحفى رضا شعبان بالحجم القطع المتوسط فى مغلف فاخر عن دار حوار للنشر والتوزيع ويتناول الكتاب ظاهرة الرجوع إلى حظيرة الدين مستدلا على ذلك بإعتزال الفنانات المصريات التى أحدثت صدى كبير عربيا وعالميا ومما جعلها ظاهرة لا فتة للأنظار أنها جاءت متزامنة مع ظهور الدعاة الجدد وعلى رأسهم عمرو خالد موضوع الكتاب والذى كان سببا رئيسا فى إعتزال نجمات الشرق للفن وإرتدائهن الحجاب والسبب الثانى هو الظروف والمتغيرات العالمية السياسية والإقتصادية وما افرزته من حالة زهد وعزوف عن الحياة الصاخبة والأضواء والإحتماء فى الدين والتدين لما لهما من أثر إيجابى على النفس البشرية ومن هذا المنطلق يرصد الكاتب بدقة الدوافع النفسية عند المشاهير التى تدفعهم للجوء إلى التدين والإحتجاب وهذا فى الفصل الأول الذى يجيب فيه الكاتب رضا شعبان عن أسئلة عديدة :لماذا يكتئب المشاهير؟حيث يؤكد ان المشاهير هم بشر يكتئبون ويحزنون وعاملى الشهرة والثراء لا يمنعان او يقدمان وقاية لهم من الإصابة بالإكتئاب. أماعن أمراض المبدعين التى تصيبهم، حيث يلفت الكاتب نظر القارىء إلى ارتباط المرض بنوع المهنة التى تمارس فيؤكد وفقا للدراسات التى ذكرها ان الفنانيين والمبدعين والشعراء أكثر عرضة من غيرهم لأمراض الإضطراب النفسى والهوس والإكتئاب والعزلة وفى هذا الصدد يبرزالكاتب دور الإيمان فى الصحة النفسية لدى الفنان حيث يؤكد أن الدراسات والإحصاءات التى استعان بها ان الإكتئاب الذى يؤدى إلى الإنتحار والإنحراف الأخلاقى يسود فى الأوساط والمجتمعات التى ينقصها الإيمان …كما يؤكد على أهمية وضرورة ترسيخ الإيمان فى النفس البشرية مما له عظيم الأثر فى الوقاية من الأمراض العضوية والنفسية كما يشرح فى هذا الصدد كيفية تنشيط الإيمان ودوره الإقتصادى وعلاقته بالصحة العامة إضافة إلى العلاج بالقرآن الكريم وبخاصة فى معالجة مشكلة الإدمان التى تعد آفة ملازمة للمشاهير، كما يبرز أهمية ودور القرآن فى تحقيق التوازن النفسى وتكوين الإرادة المتزنة أما الفصل الثانى فيتناول مجموعة كبيرة من أسئلة المشاهير وأشهر ها والتى تدور كلها حول التوبة وكيفية الإقلاع عن الذنوب والمعاصى التى تؤرقهم وتنغص عليهم حياتهم ورأى الشريعة فيها من خلا ردود واضحة فى المسائل الشائكة التى تشغل بال التائبين
أما الفصل الثالث والذى يسلط الضوء على حكايات وروايات مشاهير الفن والرياضة ودور عمرو خالد الداعية الإسلامى فى توبتهم وحجاب الفنانات حيث يقول الكاتب فى بداية هذا الفصل كيف تنعكس الحيرة فى صورة اضطرابات نفسية لا تصلح معها زيارة الطبيب النفسى ولكن تبرز معها الحاجة إلى المشاهير من علماء الدين من أمثال عمرو خالد . فبم نصح عمرو خالد تامر حسنى ؟وما اسفر عنه اللقاء الذى استمر و تكرر عدة مرات ؟ وما هى الفتاوى التى افتى بها عمرو خالد لتامر حسنى وكيف تغيرت حياته بعدها ؟ كما يعرض لقصة ارتداء عبير صبرى للحجاب واسبابها وعن سر التغيير فى مسار حياة الفنانة نرمين الفقى ودور عمرو خالد فى هذا التحول هو ما يجيب عنه هذا الكتاب !
ويروى االلاعب المعتزل هادى خشبة سر ارتداء المنتخب لفانلة عليها شعار (فداك يارسول الله)كما تحكى اسرة ابو تريكة كيف ان سر نجاحه فى إيمانه وإالتزامه
ومواقفه النادرة بعد ان أصبح لاعبا مشهورا
والسباحة المعروفة رانيا علوانى تكشف أسرار الإعتزال وارتداء الحجاب فى أجرأ حوار معها ومشروعاتها المستقبلية ويطرح الكاتب أيضا فى هذا الفصل المثير قصص إشهار لاأشهر الرياضيين الدوليين لإسلامهم أمثال (أنيلكا) مهاجم رويال مدريدالسابق وتيرى هنرى نجم ارسنال
وكذلك إعتناق النجم باتريك فييرا وما أثاره من جدل فى الاوساط العالمية بالأضافة لنجوم ومشاهير رياضيين آخرين أعلنوا إسلامهم وعن أشهر قصص التوبة وارتداء الحجاب وفى حوارات حصرية تحكى تفاصيل واسرار الرجوع إلى الله يقدم الكاتب نماذج شهيرة وعلى رأسهم نجمة النجمات وجميلة الجميلات الفنانة المعتزلة (شمس البارودى )التى تفتح قلبها وتحكى قصة توبتها قائلة : (كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة من البداية واتمنى لو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبدا أن أكون من الوسط الفنى وفى حوار حصرى مع الفنانة شادية التى مازالت ترفض الظهور على الشاشة قصة توبتها والتى تعد من أبرز المعتزلات أما عائشة حمدى او الفنانة شهيرة زوجة الفنان محمود ياسين ودور شائعة نيتها فى الإعتزال على إتحاذ القرار بالإعتزال فعلا وعن محنة المرض وأثرها فى قرار إعتزال الفنانة هالة فؤاد رحمها الله ، كما تروى سهير رمزى قصة رحلتها مع الحجاب والعودة إلى الله وسر قراءة القرآن قبل النوم فى إعتزالها أما الراحلة المغفور لها مديحة كامل وقصة إنتقالها من الحياة العابثةإلى دنيا النور والإيمان والتى ترويها إبنتها وفى لقاء مع الراقصة هالة الصافى وتفاصيل إعتزالها ونقطة التحول فى حياتها وحكاية رقصتها الأخيرة فى أحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة التى جعلتها تعتزل كما يروى محسن محيى الدين سرإعتزاله ،أما هناء ثروت فتروى سرعودتها للإيمان وقرار الإعتزال وقصص إعتزال أخريات ممن اشتهرن بالوسط الفنى وحققن نجومية أمثال صابرين ومنى عبد الغنى وعبير الشرقاوى وموناليزا وغادة عادل ونسرين ونجاح سلام وسوزى مظهر واخيرا الراقصة الجزائرية خديجة المداح
حيث حاول الكاتب رضا شعبان من خلال هذا الفصل أن يركز على إعترافات المشاهيرمن أهل الفن والرياضة مسجلا قصص وحكايات كتبت بصدق النية فى التوبة والعودة والدوافع وراء ذلك ودور الداعية عمرو خالد فى تغيير مسار بعضا من هؤلاء وعلاقته بتلك الطبقة ومحاولة دعوتهم إلى الله بما عرف عنه من انه صاحب أسلوب عفوى مرن فى مناقشة القضايا الدينية والأمور الفقهية على إختلافها ويوجه الكاتب فى الفصل الرابع المعنون (عمرو خالد بعيون أوربية)- الأنظار إلى مدى إهتمام الغرب بالصحوة الإسلامية التى تحظى بها الأمة الإسلامية فى الآونة الأخيرة ويتناول مجموعة من الدراسات الأكاديمية التى قام بها أساتذة ومتخصصون فى دراسة ظواهر العالم الإسلامى كالدعاة الجدد على سبيل المثال والتى أعدها الدكتور باتريك هانى بعنوان (الإسلام كظاهرة إجتماعية :الشيوخ الجدد نموذج عمرو خالد)وتوصل الباحث ان عمرو خالد كظاهرة يختلف تماما عن تيار الإسلام السياسى ونقاط الإختلاف تنحصر فى ابتعاده عن السياسة والإلتزام بخطاب أخلاقى يختلف عن خطاب الجماعات والتنظيمات السياسية ويوضح الكاتب رؤيته التحليلية لخطاب عمرو خالد بإعتباره تجسيدا لخطاب إسلامى جديد لا ينفصل عن الشريحة الإجتماعية التى ينتمى إليها ويعبر عن تطلعاتها كما يطرح الكاتب من خلال عرضه لتحليل دراسة باتريك المشار إليها آنفا إرتباط ظاهرة عمرو خالد بمنطق السوق والقطاع الخاص فدروس عمرو خالد ومن على شاكلته تتم فى نوادى النخبة الرأسمالية. ويرى الباحث ان من أهم النتائج التى توصل إليها من خلال دراسته للإسلام كظاهرة إجتماعية ان الخطاب الدينى للداعية عمرو خالد خلق نوعا من التصالح الدينى والطبقى بين الطبقات الفقيرة والأرستقراطية كم خلص إلى وجود حالة من التصالح الشعورى النابع من تحين الفرص للحراك الإجتماعى لمجرد الجلوس مع أبناء الطبقة الارستقراطية كما يقارن الباحث بين عمرو خالد واسلوب الجماعات الدينية المسيحية فى الغرب والتى اعتمدت فى خطابها على رفض المؤسسات الدينية التقليدية والتركيز على مخاطبة المشاعر والعواطف على حساب العقل وترصد الدراسة كيف اختلف عمرو خالد فى هيئته وتعليمه وطبقته عن الصورة الذهنية المستقرة للداعية التقليدى (بالعمة والعباءة)فظهوره بهذا الشكل يعد خروجا عن النص بالنسبة لشيوخ وزارة الأوقاف
كما يؤكد الباحث ان ظاهرة عمرو خالد مرشحة للتكرار والتقليد والعزف بنفس اللحن فى ظل المتغيرات الحالية
وفى نهاية هذا الفصل يطرح الباحث مجموعة من المقالات التى نشرت سواء مع او ضد عمرو خالد وهى تعبر عن رؤية اصحابها والتى تتناول السمات التى يتميز بها عمروخالد والتى تؤثر بالسلب أو الإيجاب على جمهوره من خلال تحليل مضمون بعضا من برامجه ومحاضراته
أما الفصل الخامس والأخير فى هذا الكتاب والذى يحمل عنوان ( داعية على الطريقة الأمريكية) حيث يقدم الكاتب رؤية تحليلية متحدثا عن العوامل الإقتصادية والسياسية والإجتماعية التى ساعدت على بروز عمرو خالد فيؤكد الكاتب انه بإنتهاء الحرب العالمية الثانية انتقل مركز الثقل الغربى إلى امريكا ومن ثم قادت حركة الفكر البراجماتى للعالم الغربى بوجه عام وتحول الغرب التقليدى إلى الغرب الأمريكى أى المهيمن عليه امريكيا .وهو الأمر الذى تم تعميمه على العالم كله بسقوط الإتحاد السوفيتى حيث غدت الأمركة نظاما عالميا لا يجد مارقا يتحداه سوى الإسلام، فالفلسفة البراجماتية هى الفلسفة التى تخضع حقيقة كل الأشياء لما يمكن أن تجلبه من مصلحة من ورائها
وإنطلاقا من هذا الإطار النظرى يحلل الكاتب ظاهرة عمرو خالد بإعتباره نموذجا للداعية الإسلامى المعتدل وخاصة بعد ان اختارته مجلة (التايم)ضمن مائة شخصية تعتبرهم الأكثر تأثيرا فى العالم كما يبرز الكاتب من خلال عرضه لآراء المحلليين والإعلاميين الأمريكيين لعمرو خالد بإعتباره نموذجا للداعية الموالى للغرب
وأصبح صناع القرار فى الإدارة الأمريكية يتعاملون مع عمرو خالد على انه صاحب مشروع سياسى إسلامى طموح يلقى قبولا واستحسانا عند الغرب
وأخيرا يورد الكاتب نماذج لما نشر فى الصحف والمجلات المصرية والعربية تم فيها توجيه النقد للداعية عمرو خالد بشأن بعض الفتاوى التى أطلقها
بالإضافة إلى آراء كلا من الشيخ وجدى غنيم والأستاذ جواد البشيتى والدكتور ابراهيم مسعود
2 التعليقات:
v good
الله يوفقك - لقد كشفت لنا حقائق كنا لانعلمها.
إرسال تعليق